الأربعاء، 13 نوفمبر 2013

[ سلسلة مبادئ انستقراميَّة 2 ]



[ المتابَعون ]



"ليه ما تتابعني؟"، "فلان مغرور ما يتابع أحد"، "أكيد فيه مشكلة بين فلان وعلان ولا ليه ما يتابعه؟"، "ليه ما تحب تتابع إلا عدد قليل؟"

اسئلة وعبارات كثيرة جدًا غابًا ما يسمعها من يستعمل شبكات التواصل الاجتماعيّة و"الانستقرام" على وجه الخصوص، ولا يسعنا في أحايين كثيرة إلا استعمال ابتسامة التسليك والضغط على أنفسنا ومبادئنا لنجامل شخصًا ما، ونادرًا ما نصارح لأننا على ثقة بأنّه ليس كل ما يقال سيفهم الفهم الذي قُصِد، لذلك اسمحوا لي بأن أكون أكثر صراحة ونخرج مبادئنا لنكون أكثر وضوحًا وشفافيّة!


صدقي وأخي الغالي، عليك أن تفهم مبدأ مهمًا جدًا في عالم الشبكات الاجتماعية، ليس هنالك –في الغالب- علاقة بين متابعتي لك في شبكات التواصل ومقدار ما أكنه لك في قلبي، فما أكنه لك شيء ومن أتابع شيء مختلف تمامًا، فلكل شخص معاييره التي يبني عليها متابعته، إن انطبقت هذه المعايير عليك تابعك لأجلها لا لأجل علاقتك معه، فهنالك الكثير ممن نتابعهم لا نكن لهم في قلوبنا أيّ شيء!

١) ليس هنالك علاقة بين معرفتي الشخصية بك ومقدار ما أكنه لك وبين متابعتي من عدمها، فاجعل ذلك يا عزيزي نصب عينيك.


لعلك تتذكر بأننا قلنا في السلسلة الأولى المتعلقة بالصور أنه لك الحرية الكاملة في تنزيل ما شئت من الصور، وبناءً على ذلك فلنا الحرية الكاملة في متابعة من نريد، فليس من العدل أن تكون لك الحرية الكاملة في إنزال ما تشاء ولا يكون لغيرك الحرية في متابعة من يريد.

٢) كما أن لك الحرية في إنزال ما تشاء من صور في حسابك، فللآخرين الحرية كذلك في اختيار من يريد متابعته دون ضجيج أو صخب.


عزيزي، علينا أن نعي بأنّ المتابعة ليست (مراقبة) أو (سيطرة) على المُتابع، بل هي متعة وفائدة ورقي، إذا شاهدت أحدهم خالف معاييرك الشخصية فألغ المتابعة بصمت وأكمل طريقة من دون فوضى أو ضجيج فلست عليهم بمسيطر، أما إن خالف مخالفة شرعية فتقيّد يا صديقي بأخلاق الناصح وشروط النصح وقدم نصيحتك على طبق الإخاء لا الإقصاء، فإن شاهدت الاستجابة فذلك خير وإن كان غير ذلك فما أجمل إلغاء المتابعة برقي، فليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء.

٣) المتابعة رقي وأدب، واحترام وأخلاق، ليست مراقبة ولا محاسبة، بل هي متعة وفائدة، تابع بجمال أو ألغ متابعتك بسلام، ففي إلغاء المتابعة راحة عظيمة لو كنتم تعلمون.


للأقرباء والأصدقاء حق الوصال، لقربهم بالنسب، ولقربهم من القلب، أكتب هذا المبدأ خصيصًا لهم رغم تشابهه الشديد بالمبدأ الأول. كل شخص يدخل عالم شبكات التواصل لابد له من تقييد ذلك بوقت محدد وطاقة وهدف، عن نفسي -في الانستقرام- لا أتابع إلا من أظن بأني سأستطيع ايفاءه حقوق المُتابع، لذلك لا أكثر من المتابعة، وبما أن للأقرباء والأصحاب حق ففي أوقات مُختلفة اتفقد حساباتهم -سواءً تركت أثرًا أم لم أترك- وأرى من يستوفي المعايير الشخصية لأتباعه، وهذا أسلوبي وسبيلي في المتابعة.

4) إلى الأصحاب والأقرباء، لكم حق علي، وعدم متابعتي لكم لا تعني بغضي أو خطأ ترتكبونه، كل ما في الأمر أني لي غاية محددة في الانستقرام وأريد الاستفادة منها الفائدة القصوى.


تتصدق وتصلي، تحج وتصوم، تبذل وقتك في الكثير من العبادات؟ تريد تخسر ذلك بسهولة؟ ما عليك سوى إطلاق لسانك وعينيك في أحوال من تتابعهم وأعراضهم، دع لسانك يأكل من حسناتك بغيبتك، ودع عينيك تنهش من أجورك مقدار ما تطلقها في الحرام، وأسرج لأفكار الريبة العنان لتجوّل في ميادين الحرام .. حينها ثق يا صديقي بأن حسناتك ستتبخر كما يتبخر الماء حينما يغلي داخل الإبريق.

5) تذكر { يَعْلَمْ خَائِنَةَ ٱلأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِى ٱلصُّدُورُ }.



أنرنا برأيك ومبادئك؟ 🌷 J

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق