الجمعة، 1 نوفمبر 2013

[ سلسلة مبادئ انستقراميَّة ١ ]



(١) الصور

"ياخي صورك حلوة" ، "فلان ما يعجبني حسابه" ، "شفت علّان وش نزّل؟" ، "ورى حسابك مقفل؟" ، "وراك نزلت الصورة الفلانية"

في عالم الانستقرام غالبًا ما تمر علينا مثل هذه العبارات بشكل دوري، وما إن تجلس في مجلس ما يجمعك مع بعض روّاده رابطة انستقرامية حتى يبدأ مشروع الخلط بين العالم الرقمي والواقعي، وتبدأ محاكم إيجابية أو سلبية كانت بقرع طاولات المحكمة .. هنا لا أتكلم عن الفصل الكامل بين العالمين، بل أتكلم عن عدم الخلط المبالغ فيه فمن هنا أقول:

١) ما يحصل في شبكات التواصل الاجتماعي، يبقى في العالم الاجتماعي، والعكس صحيح إلا إذا كانت فائدة الخلط أكثر فيستثنى من ذلك.

ومن الأمور المهمة جدًا في عالم الانستقرام أن تعلم لماذا دخلت لهذا العالم وماذا تريد منه وماذا تريد إيصاله، فشخص يريد توثيق يومياته، والآخر عرض إبداعه، وآخر بين هذا وذاك والأخير غدى حسابه معرض لبرودكاست الواتساب وصور صباح الخير. الأمر أولا وأخيرًا لك فأنت حرٌّ فيما تفعل ومخيّر فيما تملك، لكن اتخذ الإجراء المناسب بناءً على غايتك، فالصورة ملكك قبل أن تنزلها ولكن بعد الإنزال تخرج عن إطار مملكتك، فإذا كان الحساب يشمل اليوميات ولا تريد احد الاطلاع عليه فاجعله مغلقا، وإن كنت مُبدعًا فوتوغرافيًا فلا تنسى توقيعك على الصورة .. أما من يمتلك القلم فعزائي له، فانحتسب الأجر يا صديقي.

٢) كما أنك حرٌّ فيما تنزل فالآخرين أحرار فيمن يتابعون وفيما يفعلون، فاعرف لماذا دخلت الانستقرام، ثم اتخذ الإجراءات المناسبة.

عالم الانستقرام هو عالمٌ مصغّر من العالم الخارجي فستجد فيه كل الأجناس وكل الأطياف والأخلاق، فاعرف نفسك أولا ثم ابن عليها مبادئ لا تتجاوزها، فمثلا لا أعيب على أحد الأجناس ممن يضع في معرّفه "لا أقبل متابعة الجنس الآخر" فهو عرف نفسه واختار مبادئه، كذلك لا أجد حرجًا (من وجهة نظري) في مُتابَعة جنس آخر أو العكس إن كانت هنالك حدود حمراء وأخلاق لا تتجاوز .. فمثلا لا استسيغ فتاة أو فتى يرد ويتفاعل بطريقة غير رسمية مع جنس آخر وكأنه من محارمه، وإن أردت إيجاده فابحث عنه في معرفات الجنس الآخر!

٣) الانستقرام صورة مصغّرة من العالم الواقعي، فكما أن لك ربًّا سيحاسبك هناك فإنّ لك ربًّا سيحاسبك هنا، فاجعل أخلاقك هي من تقودك وتقيّمك لا أخلاق الآخرين وتقيماتهم.

الانستقرام وسيلة لإخراج الإبداع وصقل المواهب فلا تفسده بسرقة الصور والخواطر ولا التعليقات السيئة، حاول أن تجد نمطك الفريد وفنّك المختلف .. لا تحاول أن تكون نسخة مكررة من غيرك فالأسلوب والشخصية كالبصمة فريدة لكن يسهل كشف تزويرها.

٤) الانستقرام وسيلة إما أن تقربك الله أو تبعدك منه، فما أجمل أن يكون عونًا لنا في الطريق إلى الله.

متشوّق لردودكم وآراءكم!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق