الخميس، 6 فبراير 2014

[ فضفضة بلا عنوان ]






[ فضفضة بلا عنوان ]

مدخل ،

" إذا انعدمت القوى ، تلاشت المسؤولية "


لماذا ولدت في هذا المكان والزمان ؟ لماذا في ظل هذه الظروف ؟ لماذا مررت بكلّ المواقف السابقة ؟ لماذا ؟ ولماذا ؟ ولماذا ؟

اسئلة كثيرة هل جرَّبت أن تسألها نفسك ؟ هل استشعرت عظمك أيها المخلوق والفرق بينك وبين أكوام الحصى الملقاة على قارعة الطريق ؟ من منّا بحق يمتلك شيئًا يدفعه للعيش من أجله ، وغاية تدفعة للموت في سبيلها ؟

تأمّل كثيرًا ومارس تلك العبادة جيّدًا ، واعرض نفسك على مشرحة النقد ، وابدأ عملية التشريح بحذر دون تخدير ، فلعلّ ضميرًا طال سباته أن يستيقظ ، ولعلّ عضوًا دام نومه أن يُوقظ .. واسأل نفسك بعدد الاستفهامات المتناثرة هُنا .. ماذا قدمتُ ؟ عشتُ عشرًا ، عشرين ، خمسين ، مئة .. ما الأثر الذي صنعت ؟ هل حياتي رحلت كطرد رخيص مع ساع بريد الضياع ؟ أم أنها غدت كسلة مهملات لمن أعرف يرمون فيها فضلات أوقاتهم وأوساخ أعمالهم ؟ ماذا لو كانت حياتي ستختم فور بلوغي لنقطة نهاية هذه الخاطرة .. بماذا سأقابل الله ؟ وبأيّ وجه سأجيبه حينما يسألني عن حياتي ؟ أأستعملُ لغة المستقبل وأمطره بوابل أفعال المضارع المتهالكة وأنمّق قولي بـ سأفعل سأعمل سأبذل متناسيًا بأنَّ الوقت انتهى ؟ أم أخبره بزمن الماضي عن خططت وعزمت وفكرت ؟ أم أستعطفه بضمائر لا تجدي .. فأقول : أنا ضميرٌ بائس تاه بين ملذات الحياة. وهم ضمير مستتر في محلّ جر الأوزار ورفع الأنتان ونصب الأوهام ؟

العمر رحلة طويلة ، والأيَّام تجري بسرعة رهيبة ، وقوارض الفناء تقرض من العمر كلّ لحظة ، وكلاليبُ الموت تتخطفنا بلغة الغيب ، فاليوم فلان وغدًا ربّما أنا أو أنت !

راجع نفسك جيدًا ، وأيقظ من أدمن النوم وألِفَ الكسل واصرخ به عند باب الضمير قائلًا : أتذكر رجفتك والدكتور يوزّع أوراق الإختبار أمام الطلاب ويرصد الدرجات في سجلّه الأصفر ؟ أتذكر قلمه الأحمر الذي لطالما اعتقدت بأنَّ مداده دماء الطلاب ؟ أتذكر رعبك وهلعك وهي درجات زائلة ؟ إذا فاعلم بأنَّك ستنادى على رؤوس الأشهاد " فلانٌ بن فلان " فماذا ستجيب ؟ وبأيّ يد ستأخذ كتابك ؟ سأختصرها لك دون إطالة .. كتابك الذي ستأخذه سيرسم مُستقبل خلودك .. ليس في حمل مادة أو اجتيازها بل بمجاورة الرحمن أو عذاب مع الشيطان ، فاختر لنفسك طريقًا .. فالدنيا دارُ عمل ولا راحة سوى حينما تستشعر برودة الجنة تنعش قدمك في أوَّل خطوة تضعها فيها ، فعش لهدف .. ومت لغاية ، فعمرك أقصر من أن يضيع في أدراج الفراغ.

مخرج ، 

فاعمل لدَار غدًا رضوَانُ خازنهَا
والـجَـارُ أحمَدُ والرَّحمٰن ناشيهَا

قصُورُهَا ذهبٌ والمسكُ طينتهَا
والزعفرَانُ حشيشٌ نابتٌ فيـهَا

أنـهَـارُهَا لـبن مُصـفَّـى ومن عسَلٍ
والخمرُ يجرى رحيقا فى مجاريهَا

والطيرُ تجرى على الاغصَان عاكفة
تـُـسَـبـِّـح الله جَـهـرًا فـي مَـغـانيـهَا

فمن يشتري الدَّارَ في الفردوس يعمرُهَا
بـركـعـَـة فـي ظـلام الــلــيـل يـُـحـيـيـهـَـا


تمّت
في صبيحة
الساعة ٨ : ٢٩ صباحًا.